معلم ذوي
الاحتياجات الخاصة
(الجزء الأول)
يعتبر المعلم أكثر مصادر المدرسة أهمية:
لا يمكن أن يتحقق النجاح لأي منهج إذا لم تظهر المهارات
المطلوبة في مجموعة
المعلمين الذين يقومون بتدريس المنهج.
هو أكثر الفئات قدرة على تقويم مدى فاعلية المنهج والأنشطة.
من أكثر الأشخاص وعيا بالمظاهر أو الخصائص السيكولوجية التي ترتبط بذوي
الاحتياجات الخاصة.
له الدور
الرئيس في الكشف عن صعوبات التعلم لدى التلاميذ وبالتالي يسهم في إعداد البرامج
العلاجية من خلال الأساليب العلمية.
ولهذا فإن عملية اختياره لهذه المهمة المتزايدة الأعباء
عملية مهمة، حيث أنه
يتولى مهاماً شاقة في تعامله مع فئات خاصة من التلاميذ، الذي يحتاجون الجهد والوقت
الكبيرين، وبدأ التزايد بالطلب عليه بسبب الزيادة في عدد المعاقين في العالم.
يختلف دور معلم التربية
الخاصة عن دور المعلم العادي سواء كان يُقَّدم خدمات للتلاميذ غير العاديين من ذوي الاحتياجات الخاصة
أو الموهوبين في صفوف دراسية خاصة بهم مستقلة، أو كانوا مع زملائهم من التلاميذ
الأسوياء أو العاديين ضمن الصفوف الدراسية النظامية.
ففي الحالة الأولى:
•
يُقَّدم
خدمات للتلاميذ غير العاديين من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الموهوبين في صفوف
دراسية خاصة بهم مستقلة
ويكون على معلم التربية الخاصة أن يتعامل مع فئة التلاميذ غير الأسوياء على أساس
فهم تام لخصائصهم النفسية وسلوكهم وحاجاتهم وميولهم واهتماماتهم.
وفي الحالة الثانية:
•
يتمُّ فيها
تعليم هؤلاء التلاميذ التلاميذ الأسوياء أو العاديين ضمن الصفوف الدراسية
النظامية.
•
على المعلم
مسؤولية كبرى تتمثل في تصميم التعليم وإعادة تكيّف المنهج بشكل يسمح بتعليم
التلاميذ كل على حسب طاقته وإمكاناته وقدراته، وهذا بحد ذاته ضاغطا مهنيا.
الخصائص والصفات العلمية التي
يجب توافرها في معلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
1.
القدرة على تحديث
المعلومات التربوية والنفسية وتجديدها
2.
اتساع الخبرات وتنوعها
3.
القدرة على التفكير
العلمي
4.
القدرة على تعليم
الآخرين
5.
القدرة على التفسير
الكفايات التربوية لمعلم
التربية الخاصة:
الكفاية لغة: هو الشيء
الذي يغني عن غيره ويكفي سواه، وهو يختلف عن الكفاءة التي تعني الجدارة أو
المماثلة.
واصطلاحاً: هي
امتلاك المعلومات والمهارات والقدرات المطلوبة في القدرة على العمل واستخدام
لمهارة المعلم، وأداء المعلم، وسلوكه، ومستوى التعلم.
وتحدد مجلاتها كالتالي:
•
كفايات القياس والتشخيص:
كفايات القياس: مجموعة
مهارات ومعارف تمكن المعلم من قياس الجوانب العقلية والتربوية للطفل، وذلك من خلال
طرق جمع البيانات المختلفة، وذلك لتحليل هذه البيانات والوقوف على جوانب القوة
والضعف للطفل.
كفايات التشخيص: مجموعة خبرات تعليمية، تمكن
المعلم من الحكم على الطفل اعتماداً على معلومات القياس.
•
الكفايات
الشخصية:
مجموعة من
الخبرات والقدرات العقلية والجسمية والانفعالية التي يمتلكها المعلم، مما يمكنه من
تقبل الأطفال واحتمال تصرفاتهم غير المرغوبة.
•
كفايات إعداد الخطة التربوية الفردية:
مجموعة
كفايات تجعل المعلم قادراً على بناء المنهاج التربوي للطفل وتشمل وضع الأهداف
وتحضير واستيعاب وتطبيق مكونات الخطة التربوية.
•
كفايات تنفيذ الخطة التعليمية:
وهي مجموعة
الكفايات التي تمكن المعلم من تنفيذ الخطة التربوية الفردية، واستخدام المواد
والأساليب المساعدة والتقييم وتعديل السلوك.
•
كفايات
الاتصال بالأهل:
هي قدرة
المعلم على التفاعل والمشاركة الإيجابية مع الأهل والمحيطين بهدف مساعدة الطفل.
الكفايات التعليمية لمعلم التربية الخاصة:
1 ـ حب
مهنة التدريس.
2 ـ التصرف
بإيجابية في جميع المواقف التي أتعرض لها.
3 ـ التحلي
بقدر كاف من الصبر والسماحة.
4 ـ
الإيمان بقدرة الطفل المعاق على التعلم إذا ما اتيحيت له الظروف المناسبة.
5 ـ
الإيمان بمبدأ الدمج.
6 ـ لديه
معرفة كافية بالخصائص النمائية من العاديين والمعوقين.
7 ـ القدرة
على تفسير المعلومات الواردة في التقارير الطبية والتربوية حول الأطفال.
8 ـ القدرة
على ملاحظة وتسجيل سلوك الطلاب في المواقف الصعبة المختلفة.
9 ـ امتلاك
المهارات اللازمة للقيام بعمليتي القياس والتشخيص.
10 ـ
امتلاك المهارات اللازمة لبناء خطة تربوية فردية.
11 ـ صياغة
الأهداف السلوكية الملائمة لكل تلميذ حسب إعاقته.
12 ـ
مراعاة الفروق الفردية بين المعاقون أثناء اختيار طريقة التدريس.
13 ـ لديه
خبرة كافية بالوسائل والمعينات التي يمكن استخدامها لتسهيل عملية التدريس.
14 ـ تهيئة
بيئة تعليمية مثيرة ومحفزة لكل من العاديين والمعاقين.
15 ـ تطبيق
نظم تعزيز متنوعة أثناء الدرس.
16 ـ الحرص
على تهيئة بيئة مريحة داخل الصف ( إنارة ـ تهوية ـ تدفئة).
17 ـ
استخدام برنامج مستمر من التقييم للمهارات والقدرات المختلفة للتلاميذ المعاقين.
18 ـ توزيع
وقت الحصة الدراسية بشكل مناسب.
19 ـ السعي
لتعديل اتجاهات التلاميذ العاديين نحو زملاءهم المعاقين.
20 ـ
القيام بتدريب الطفل المعاق على تقبل ذاته وإعاقته.
21 ـ لديه
معرفة كافية بتنظيمات تعديل السلوك.
22 ـ
امتلاك خبرة كافية في مجال التدخل المبكر.
23 ـ
الإيمان بالعمل الجماعي ضمن فريق متعدد والتخصصات.
24 ـ العمل
على بناء علاقات إيجابية مع أسر الأطفال المعاقين.
25 ـ
المشاركة في تنظيم دورات إرشادية لأسر الأطفال المعاقين.
26 ـ تطوير
خبراتي بإتباع دورات متخصصة بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة.
27 ـ توفير
فرص الترويح الهادف للتلميذ ذو الاحتياجات الخاصة.
معايير إعداد معلم ذوي الاحتياجات
الخاصة:
حددت جمعية الأطفال غير العاديين (CEC) عام 1922 مجموعة
من المعايير الخاصة بإعداد المعلمين في التربية الخاصة، وتتمثل هذه المعايير فيما
يلي:
يلتزم
العاملون في ميدان التربية الخاصة بتطوير القدرات التعليمية والظروف الحياتية
للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة إلى الحدِّ الأقصى.
يحرص
العاملون في ميدان التربية الخاصة على بلوغ مستوى عالٍ من الكفاية المهنية
والتكامل في ممارستهم المهنية.
يساهم
العاملون في التربية الخاصة في الأنشطة التي تعود بالفائدة على الأشخاص ذوي
الحاجات الخاصة وأسرهم والزملاء في العمل والطلبة.
يحرص
العاملون في ميدان التربية الخاصة على الدفاع عن الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة.
أن لايشارك
العاملون في ميدان التربية الخاصة في ممارسات غير أخلاقية أو غير قانونية ولا يخالف
المعايير المهنية المتفق عليها.
أن يعمل
العاملون في ميدان التربية الخاصة تبعاً لمعايير وسياسات مهنتهم.
كما حددت اللجنة القومية المتحدة لتعليم الفئات الخاصة
في الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة معايير لتحديد القدرات والمهارات التي يجب أن
يكتسبها الطالب/ المعلم في معاهد الإعداد وتقييمها، هي:
•
معايير خاصة بالنتائج :
وهي التي
تستخدم في تقويم قدرته على التدريس، تتضمن امتحاناً لمقدار ما حصله التلاميذ الذين درس لهم
•
معايير خاصة بالأداء:
وهي التي
تستخدم في تقويم أنواع السلوك التي يستخدمها في التدريس.
•
معايير خاصة بالمعرفة
وهي التي
تستخدم لتقويم مفاهيم الطالب/المعلم المعرفية.
الاتجاهات الحديثة في إعداد
معلمي التربية الخاصة:
أولاً: الاتجاه نحو التدريب المعتمد على الكفايات:
برنامج مقترح لإعداد لمعلم ذوي
الاحتياجات الخاصة
يتكون هذا
البرنامج من ثلاثة أبعاد هي:
البعد الأول: أهداف البرنامج
يهدف البرنامج إلى إعداد المعلم ثقافياً، ومهنياً وتخصصياً وذلك
وفق الأبعاد التالية:
أولاً: الإعداد
الثقافي العام:
•يهدف هذا
الإعداد بصفة عامة إلى:
•
تنمية
مدركات المعلم حول وظيفة التربية في تنمية المجتمع، وأهمية
دوره في النظام الاجتماعي وتطويره.
•تنمية إحساس المعلم بالانتماء والمواطنة،
•تنمية وعي
المعلم بالظروف المجتمعية المختلفة
•المعرفة
المتنوعة لفهم الإنسان وعالمه، وإثراء معلوماته الأساسية لتكوين
المواطن والمربي.
•
إكساب
المعلم الاتجاهات العلمية والاجتماعية، وتنمية
مهارات الإطلاع على التطور الفكري للمواد العلمية والمهنية في مجالات التخصص
المختلفة لتربية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
•
تنمية مهارات التعلم الذاتي،
والقدرة على مواكبة التطورات والتدريب على الأسلوب العلمي في التفكير، وفي مواجهة
المشكلات الاجتماعية في مجالات الإعاقات المختلفة.
ثانياً: الإعداد المهني (التربوي): يهدف هذا الإعداد إلى ما يلي:
الإلمام التام بأهداف التربية
الخاصة، ومبادئها التعليمية المقدمة إليه.
الإلمام بطرق بناء شخصية المعاق
بطريقة سوية.
الاهتمام بالعمل في ميدان الإعاقة.
التمكن من طرق التواصل التربوي بين
المدرسة، والأسرة لمساعدة المعاق ورعايته.
التميز بالقدر الوافي من القيم
العاطفية، والوجدانية التي تساعد الطالب/ المعلم على
إكساب المعاق المهارات المرغوبة.
التمكن من مهارات التعامل مع برامج إعداد
المعاقين لفظياً وحركياً.
امتلاك القدر الكاف من الصبر والمثابرة والتحمل في نقل
الخبرة للمعاقين دون إرهاق أو تعب.
استطاعته تعويد المعاق على تحمل
المسئولية وفق مستوى الإعاقة تجاه نفسه والمحيطين به.
استيعاب الأنشطة المختلفة المتصلة
ببرامج إعداد المعاق للحياة المجتمعية والمهنية.
التمكن من تعويد المعاق على إدراك
العلاقات بين الجزئيات والكليات.
القدرة على تصميم وسائل تعليمية
تتناسب مع نوع ودرجة الإعاقة.
القدرة على ربط الكلمات التي
يتعلمها المعوق بمدلولاتها الحسية لإثراء حصيلته اللغوية.
حسن استغلال المهارات اليدوية لدى
المعاق.
القدرة على التقويم الموضوعي بما
يناسب نوع الإعاقة وشدتها.
القدرة على فهم الطفل المعاق، وتقييم مدى اكتسابه
للمهارات التعليمية المقدمة إليه.
ثالثا: الإعداد التخصصي: وينقسم إلى نوعين من التخصص
الأول: تخصص علمي:
يهدف هذا البرنامج إلى إكساب الطالب/المعلم محتوى المقررات العلمية التي سوف يتخصص
في تدريسها،( اللغة العربية،اللغة الإنجليزية، الرياضيات، التربية الإسلامية،
العلوم، الدراسات الاجتماعية) وذلك وفقا لاختيارات الطلاب في التخصص العلمي مع ملاحظة
ضرورة التكامل مع وزارة التربية والتعليم وكليات التربية لمراعاة المحتوى العلمي
ومستواه وعمقه بما يتناسب مع نوع الإعاقة وشدتها.
الثاني: تخصص في مجال الإعاقة:
حيث يتخصص الطالب/المعلم في التدريس لنوع معين من المعاقين طبقا لنوع
وشدة الإعاقة، ( مكفوفين، وضعاف بصر- صم وضعاف سمع- معاقين ذهنياً) وذلك وفقاً
لاختيار الطالب مجال تخصصه، مع ملاحظة أن يكون أعضاء هيئة التدريس من التخصصين
الحاصلين على درجة الدكتوراه في أحد مجالات التربية الخاصة، في التخصصات المختلفة ( أصول التربية الخاصة، نظم تعليم
ذوي الاحتياجات الخاصة، غدارة مؤسسات التربية
الخاصة، علم نفس الفئات الخاصة، مناهج وطرق التدريس لذوى الاحتياجات الخاصة، تكنولوجيا
تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة)
البعد الثاني: المتطلبات التربوية لإعداد معلم ذوي
الاحتياجات الخاصة:
تنبثق هذه المتطلبات من فلسفة التربية
الخاصة، والأهداف التي
يسعى المعلم إلى تحقيقها، وما ينبغي أن يقوم به من أنشطة،
والأدوار التي يقوم بها من أجل تحقيق هذه الأهداف، وهذه المتطلبات هي:
تكامل المعلومات حيث يعتمد تحقيق
أهداف التربية الخاصة على تقديم مناهج تتسم بالتكامل.
إعداد معلم يتفهم أبعاد التربية الخاصة ويستطيع أداء أدواره بكفاءة
إعداد معلم يتفهم البيئة وتنمية
المجتمع، ويكون قادراً على المشاركة الفعالة في الأنشطة
الاجتماعية.
إعداد معلم يتفهم جيداً مدخلات نظام تعليم ذوي
الاحتياجات الخاصة، ومخرجاته، وذلك بأن يكون متفهما لفلسفة هذا التعليم،
وأهدافه، وأبعاده الاجتماعية.
البعد
الثالث: نظام الإعداد:
يمكن
استخدام أحد الأسلوبين التاليين أو كلاهما معا:
الأول: الإعداد التكاملي: لمدة 4 سنوات، للحاصلين على الثانوية العامة.
الثاني: الإعداد التتابعي: (دبلوم في التربية الخاصة) لمدة عام للحاصلين على درجة البكالوريوس.
وذلك بعد عقد اختبار قبول للكشف عن ميولهم واتجاهاتهم نحو العمل في هذا الميدان من ناحية،
ونحو أنواع الإعاقات والمعوقين من ناحية أخرى.
المقررات الدراسية المقترحة:
مواد تخصصية: ترتبط بطبيعة التخصص العلمي الذي يختاره الطالب من بين
التخصصات المختلفة مثل: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والدراسات الإسلامية،
والرياضيات، والعلوم، الحاسوب.
مواد تخصصية وفق نوع الإعاقة ( السمعية، والبصرية، والذهنية) التي يريد الطالب التخصص فيها مثل:
أ- أساليب
التواصل مع المعاقين وهي:
الصم ( لغة الإشارة الوصفية وغير الوصفية، الهجاء الإصبعي، لغة الشفاه،
الاتصال الشامل).
المكفوفين ( طريقة برايل المطورة، وطريقة تيلر).
المعاقين ذهنياً ( أسلوب إيتارد،
وأسلوب دنكان، وأسلوب منتسوري، وأسلوب ديكروللي،
وأسلوب ديسكودر).
ب- أساليب
الاكتشاف المبكر لأنواع الإعاقات المختلفة:
ج-
الأسباب الطبية للإعاقات المختلفة.( يسند تدريسها لأطباء متخصصين)
3- مواد تربوية مرتبطة بالتربية
الخاصة:
أ- مناهج وطرق تدريس التخصصات المختلفة.
ب- وسائل تعليمية وتكنولوجيا
التربية الخاصة.
ج- أصول التربية الخاصة.
د-إدارة مؤسسات تعليم ذوى
الاحتياجات الخاصة.
هـ نظم تعليم وتربية ذوي الاحتياجات
الخاصة.
و- اقتصاديات التربية الخاصة.
ي- تاريخ تربية وتعليم ذوي الاحتياجات
الخاصة( تطور الفكر التربوي في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة).
ط- التعليم العلاجي.
ك-علم نفس الفئات الخاصة.
ل- صعوبات التعلم.
م- الإرشاد النفسي للفئات الخاصة.
ن- فنون الأطفال.
ج-أساليب الاكتشاف المبكر للإعاقات
المختلفة.
د- الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة.
هـ صعوبات
الكلام والنطق.
4- مواد ثقافية عامة مثل:
أ- تاريخ مصر المعاصر.
ب- مصر عبر العصور.
ج- لغة إنجليزية.
ثانياً:
الاتجاه نحو التدريب غير التصنيفي في التربية الخاصة:
تستند
برامج الإعداد غير التصنيفية في التربية الخاصة إلى افتراض
أن أوجه الشبه بين فئات
الإعاقة المختلفة أكثر من أوجه الاختلاف